أيها السادة الأكارم، اضع قضيتي بين ايديكم ممزوجة ببكائي واحتجاجي الشديد وتنديدي وشجبي واستنكاري لتلك التهمة التي يلصقها بي الكبار مدعين أنني أسبب لهم الكثير من الإحراج والإزعاج وأملي فيكم بعد الله أن تنصفوني.
عمري عشرة أشهر وأعيش مع والداي وأربعة من الأخوة، ومصيبتي أن كل أفراد الأسرة يقفون صفا واحدا ضد حريتي الشخصية، وأريد أن أضرب لكم بعض الأمثلة فعلى سبيل المثال:
1. كلما أردت اللعب بالمكواة لجأوا لضربي على يدي بشدة وعنف، مع أنني أملك المبرر القانوني لهذا الفعل ، وهو أن أمي -يشهد الله- تلعب بها كل يوم وأظن أنها تتعمد إغرائي بالنور الأحمر المثبت أسفل المكواة. فما هو الظلم إن لم يكن هذا؟!
2. كلما حاولت التسلل لدخول الحمام واكتشاف محتويات تلك الحفرة الجميلة التي في وسطه يصيبني الذعر عندما أراهم يهجمون علي هجوم الأسد على فريسته ثم يحملونني ويلقون بي في زاوية من زوايا البيت ويفرغون فوق رأسي أطنانا من الألعاب حتى لا أستطيع حراكا.. أي إرهاب بعد هذا؟!
3. دخول المطبخ وتفتيش ادراجه أمر لا يقبله عقل بالنسبة لهم مع أنهم جميعا _بلا استثناء_ يدخلون ويفتشون كما يحلو لهم دون أن يتهمهم أحد بالسرقة والاختلاس
4ذات يوم أيقظتني أمي باكرا وخرجت بي على غير العادة ففرحت كثيرا لأني أخرج لاول مرة في هذا الوقت الجميل ثم دخلت مكانا متعدد الغرف فظننت أنه المدرسة التي يحكي عنها أخوتي الكثير من القصص وانتظرت أمي حتى جاء دورها ثم دخلت واحدة من هذه الغرف فجاءتني أحداهن تبتسم دون استحياء وهي تحمل شيئا أشبه بالصاروخ طعنتني به بقوة . . آآآه . ثم قالت لي: بالعافية، وأي عافية بعد هذا؟ أنه البلاء الأزرق والكارثة أن أمي صارت تبتسم لها وتشكرها وأنا لم أزل مشغولا ببكائي الذي لم أنقطع عنه إلا في البيت إنه الزمن الذي تسمى فيه الأشياء بغير إسمها .. أطالب برد إعتباري وإنصافي فهل تنصفوني؟!
التوقيع: طفل رضيع مغلوب على أمره